مدونة الكاتب أحمد مصطفى يغقوب

مدونة الكاتب أحمد مصطفى يغقوب
مدونة الكاتب أحمد مصطفى يغقوب كاتب كويتي

الاثنين، 23 يوليو 2012

اربعون آية



روى العلّامة السيّد هاشم البحراني رضي الله عنه في كتابه "المحجّة فيما نَزلَ في القائم الحجّة عليه السّلام": 
1- الأوّل، قوله تعالى: "ألم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون".[البقرة: 2-3]. 
الشّيخ الصّدوق بسنده عن يحيى بن أبي القاسم قال: سألت الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل: (ألم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) فقال: المتّقون شيعة عليّ عليه السّلام، والغيب فهو الحجّة الغائب. وشاهد ذلك قول الله عزّ وجل: (وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِين). 

2- الثاني، قوله تعالى: "فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير".[البقرة:148]. 
الشّيخ الكليني في الكافي الشّريف بسنده عن أبي خالد عن أبي جعفر عليه السلام: في قول الله عزّ وجل: (فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ)، قال: الخيرات الولاية، وقوله تبارك وتعالى: (أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا) يعني أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر رجلًا، قال: وهم والله الأمّة المعدودة، قال: يجتمعون والله في ساعة واحدة قزع كقزع الخريف. 

3- الثّالث، قوله تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين".[البقرة:155]. 
الشّيخ محمّد بن إبراهيم النّعماني المعروف بابن أبي زينب في كتاب الغيبة بسنده عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام أنّه قال: إنّ قدّام قيام القائم علامات بلوى من الله تعالى لعباده المؤمنين.  
قلت: وما هي؟ 
قال: ذلك قول الله عزّ وجل: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين) قال: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) يعني المؤمنين (بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ) مُلك بني فلان في آخر سلطانهم، (وَالْجُوعِ) بغلاء أسعارهم، (وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ) فساد التجارات وقلّة الفضل فيها، (وَالأنفُسِ) قال: موت ذريع، (وَالثَّمَرَاتِ) قلّة ريع ما يُزرع وقلّة بركة الثمار، (وَبَشِّرِ الصَّابِرِين) عند ذلك بخروج القائم. ثم قال عليه السّلام لي: يا محمّد، هذا تأويله، إنّ الله عزّ وجل يقول: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ). 
4- الرّابع، قوله تعالى: "وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُون".[آل عمران:83]. 
الشّيخ العيّاشي في تفسيره بإسناده عن ابن بكير قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله: (وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا)، قال: أُنزلت في القائم عليه السلام إذا خرج باليهود والنصارى والصابئين والزنادقة وأهل الردّة والكفّار في شرق الأرض وغربها، فعرض عليهم الاسلام فمن أسلم طوعا أمره بالصلاة والزكاة وما يؤمر به المسلم ويجب لله عليه ، ومن لم يسلم ضرب عنقه حتى لا يبقى في المشارق والمغارب أحد إلّا وحّد الله، قلت له: جُعلت فداك إنّ الخلق أكثر من ذلك؟ فقال: إنّ الله إذا أراد أمرًا قلّل الكثير وكثّر القليل. 

5- الخامس، قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون".[آل عمران:200]. 
الشّيخ النّعماني في كتاب الغيبة بسنده عن بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر عليه السلام في معنى قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون) فقال: اصبروا على أداء الفرائض، وصابروا عدوّكم، ورابطوا إمامكم المنتظر. 

6- السّادس، قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا".[النساء:47]. 
الشّيخ النّعماني في كتابه الغيبة بإسناده عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام: يا جابر الزم الأرض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها: أوّلها: اختلاف بني العباس وما أراك تدرك ذلك، ولكن حدث به من بعدي عني، ومناد ينادي من السماء، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح، وتخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية، وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن، ومارقة تمرق من ناحية الترك، ويعقبها هرج الروم، وسيقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة، وسيقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب، فأول أرض تخرب أرض الشام، ثم يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: راية الأصهب، وراية الأبقع وراية السفياني، فيلتقي السفياني بالأبقع فيقتتلون، فيقتله السفياني ومن تبعه، ثم يقتل الأصهب، ثم لا يكون له همّة إلّا الاقبال نحو العراق، ويمر جيشه بقرقيسياء، فيقتتلون بها، فيقتل بها من الجبارين مائة ألف.  
ويبعث السفياني جيشا إلى الكوفة، وعدتهم سبعون ألفا، فيصيبون من أهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا، فبينا هم كذلك إذ أقبلت رايات من قبل خراسان وتطوي المنازل طيا حثيثا، ومعهم نفر من أصحاب القائم، ثم يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة، ويبعث السفياني بعثا إلى المدينة فينفر المهدي منها إلى مكة، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج إلى مكة، فيبعث جيشا على أثره، فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفا يترقب على سنة موسى بن عمران عليه السلام. قال: فينزل أمير جيش السفياني البيداء، فينادي مناد من السماء "يا بيداء أبيدي القوم" فيخسف بهم فلا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر يحول الله وجوههم إلى أقفيتهم وهم من كلب، وفيهم نزلت هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا) الآية.  
قال: والقائم يومئذ بمكة، قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيرا به، فينادي: يا أيها الناس إنا نستنصر الله، فمن أجابنا من الناس ؟ فإنا أهل بيت نبيكم محمد، ونحن أولى الناس بالله وبمحمد صلى الله عليه وآله، فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم، ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح، ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم، ومن حاجني في محمد صلى الله عليه وآله، فأنا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله، ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين، أليس الله يقول في محكم كتابه: (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِين * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيم) فأنا بقية من آدم وذخيرة من نوح، ومصطفى من إبراهيم، وصفوة من محمد صلى الله عليهم أجمعين. ألا فمن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله. فأنشد الله من سمع كلامي اليوم لما بلّغ الشّاهد منكم الغائب، وأسألكم بحق الله، وحق رسوله صلى الله عليه وآله، وبحقي، فإن لي عليكم حق القربى من رسول الله، إلا أعنتمونا ومنعتمونا ممن يظلمنا، فقد أخفنا وظلمنا، وطردنا من ديارنا وأبنائنا، وبغي علينا، ودفعنا عن حقنا، وافترى أهل الباطل علينا، فالله الله فينا، لا تخذلونا، وانصرونا ينصركم الله تعالى. قال: فيجمع الله عليه أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، ويجمعهم الله له على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف، وهي يا جابر الآية التي ذكرها الله في كتابه:(أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير) فيبايعونه بين الركن والمقام، ومعه عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله قد توارثته الأبناء عن الآباء، والقائم يا جابر رجل من ولد الحسين يصلح الله له أمره في ليلة، فما أشكل على الناس من ذلك يا جابر فلا يشكلن عليهم ولادته من رسول الله صلى الله عليه وآله، ووراثته العلماء عالما بعد عالم، فإن أشكل هذا كله عليهم، فإن الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه واسم أبيه وأمه. 




7- السّابع، قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ".[النساء:59]. 
الشّيخ الصّدوق في كتابه كمال الدّين وتمام النّعمة بسنده عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: لما أنزل الله عزّ وجل على نبيه محمّد صلى الله عليه وآله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)، قلت: يا رسول الله عرفنا الله ورسوله، فمن أولو الامر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟  
فقال عليه وآله السّلام: هم خلفائي يا جابر، وأئمة المسلمين [من بعدي] أوّلهم علي بن أبي طالب، ثمّ الحسن والحسين، ثمّ علي بن الحسين، ثمّ محمّد بن عليّ المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا لقيته فأقرئه مني السّلام، ثمّ الصادق جعفر بن محمّد، ثم موسى ابن جعفر، ثمّ عليّ بن موسى، ثم محمّد بن عليّ، ثمّ عليّ بن محمّد، ثمّ الحسن بن عليّ، ثمّ سميي وكنيي حجّة الله في أرضه، وبقيته في عباده ابن الحسن بن عليّ، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلّا من امتحن الله قلبه للايمان، قال جابر: فقلت له: يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟ فقال عليه السّلام: أي والذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجللها سحاب، يا جابر هذا من مكنون سر الله، ومخزون علمه، فاكتمه إلّا عن أهله. 

8- الثّامن، قوله تعالى: "وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا".[النساء:69]. 
الشّيخ عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسيره، قال: قال (النَّبِيِّينَ) رسول الله صلى الله عليه وآله، و(َالصِّدِّيقِينَ) عليّ عليه السّلام (وَالشُّهَدَاء) الحسن والحسين عليهما السلام، (وَالصَّالِحِينَ) الأئمّة، (وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)، القائم من آل محمّد عليهم السّلام. 

9- التّاسع، قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ".[النساء:77]. 
الشّيخ الكليني في الكافي الشّريف بسنده عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام قال: والله للّذي صنعه الحسن بن عليّ عليهما السّلام كان خيرا لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس، والله لقد نزلت هذه الآية: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ) إنّما هي طاعة الامام وطلبوا القتال فلما كتب عليهم القتال مع الحسين عليه السّلام، قالوا: (رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ)، (نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ) أرادوا تأخير ذلك إلى القائم عليه السّلام. 

10- العاشر، قوله تعالى: "وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا".[النساء:159]. 
الشّيخ عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسيره بسنده عن شهر بن حوشب قال: قال لي الحجاج بأنّ آية في كتاب الله قد أعيتني، فقلت: أيّها الأمير أية آية هي؟ فقال قوله: (وان من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته) والله إنّي لآمر باليهودي والنصراني فيضرب عنقه، ثمّ أرمقه بعيني فما أراه يحرّك شفتيه حتّى يخمد، فقلت: أصلح الله الأمير ليس على ما تأوّلت، قال كيف هو؟ قلت: إنّ عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدّنيا فلا يبقى أهل ملّة يهودي ولا نصراني إلا آمن به قبل موته ويصلي خلف المهدي. قال: ويحك أنّى لك هذا ومن أين جئت به؟ فقلت: حدّثني به محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام. فقال: جئت بها والله من عين صافية.  


إقرأ المزيد ....

اربعون آية



روى العلّامة السيّد هاشم البحراني رضي الله عنه في كتابه "المحجّة فيما نَزلَ في القائم الحجّة عليه السّلام": 
1- الأوّل، قوله تعالى: "ألم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون".[البقرة: 2-3]. 
الشّيخ الصّدوق بسنده عن يحيى بن أبي القاسم قال: سألت الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل: (ألم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) فقال: المتّقون شيعة عليّ عليه السّلام، والغيب فهو الحجّة الغائب. وشاهد ذلك قول الله عزّ وجل: (وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِين). 

2- الثاني، قوله تعالى: "فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير".[البقرة:148]. 
الشّيخ الكليني في الكافي الشّريف بسنده عن أبي خالد عن أبي جعفر عليه السلام: في قول الله عزّ وجل: (فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ)، قال: الخيرات الولاية، وقوله تبارك وتعالى: (أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا) يعني أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر رجلًا، قال: وهم والله الأمّة المعدودة، قال: يجتمعون والله في ساعة واحدة قزع كقزع الخريف. 

3- الثّالث، قوله تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين".[البقرة:155]. 
الشّيخ محمّد بن إبراهيم النّعماني المعروف بابن أبي زينب في كتاب الغيبة بسنده عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام أنّه قال: إنّ قدّام قيام القائم علامات بلوى من الله تعالى لعباده المؤمنين.  
قلت: وما هي؟ 
قال: ذلك قول الله عزّ وجل: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين) قال: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) يعني المؤمنين (بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ) مُلك بني فلان في آخر سلطانهم، (وَالْجُوعِ) بغلاء أسعارهم، (وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ) فساد التجارات وقلّة الفضل فيها، (وَالأنفُسِ) قال: موت ذريع، (وَالثَّمَرَاتِ) قلّة ريع ما يُزرع وقلّة بركة الثمار، (وَبَشِّرِ الصَّابِرِين) عند ذلك بخروج القائم. ثم قال عليه السّلام لي: يا محمّد، هذا تأويله، إنّ الله عزّ وجل يقول: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ). 
4- الرّابع، قوله تعالى: "وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُون".[آل عمران:83]. 
الشّيخ العيّاشي في تفسيره بإسناده عن ابن بكير قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله: (وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا)، قال: أُنزلت في القائم عليه السلام إذا خرج باليهود والنصارى والصابئين والزنادقة وأهل الردّة والكفّار في شرق الأرض وغربها، فعرض عليهم الاسلام فمن أسلم طوعا أمره بالصلاة والزكاة وما يؤمر به المسلم ويجب لله عليه ، ومن لم يسلم ضرب عنقه حتى لا يبقى في المشارق والمغارب أحد إلّا وحّد الله، قلت له: جُعلت فداك إنّ الخلق أكثر من ذلك؟ فقال: إنّ الله إذا أراد أمرًا قلّل الكثير وكثّر القليل. 

5- الخامس، قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون".[آل عمران:200]. 
الشّيخ النّعماني في كتاب الغيبة بسنده عن بريد بن معاوية العجلي عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر عليه السلام في معنى قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون) فقال: اصبروا على أداء الفرائض، وصابروا عدوّكم، ورابطوا إمامكم المنتظر. 

6- السّادس، قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا".[النساء:47]. 
الشّيخ النّعماني في كتابه الغيبة بإسناده عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام: يا جابر الزم الأرض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها: أوّلها: اختلاف بني العباس وما أراك تدرك ذلك، ولكن حدث به من بعدي عني، ومناد ينادي من السماء، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح، وتخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية، وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن، ومارقة تمرق من ناحية الترك، ويعقبها هرج الروم، وسيقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة، وسيقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب، فأول أرض تخرب أرض الشام، ثم يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: راية الأصهب، وراية الأبقع وراية السفياني، فيلتقي السفياني بالأبقع فيقتتلون، فيقتله السفياني ومن تبعه، ثم يقتل الأصهب، ثم لا يكون له همّة إلّا الاقبال نحو العراق، ويمر جيشه بقرقيسياء، فيقتتلون بها، فيقتل بها من الجبارين مائة ألف.  
ويبعث السفياني جيشا إلى الكوفة، وعدتهم سبعون ألفا، فيصيبون من أهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا، فبينا هم كذلك إذ أقبلت رايات من قبل خراسان وتطوي المنازل طيا حثيثا، ومعهم نفر من أصحاب القائم، ثم يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة، ويبعث السفياني بعثا إلى المدينة فينفر المهدي منها إلى مكة، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج إلى مكة، فيبعث جيشا على أثره، فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفا يترقب على سنة موسى بن عمران عليه السلام. قال: فينزل أمير جيش السفياني البيداء، فينادي مناد من السماء "يا بيداء أبيدي القوم" فيخسف بهم فلا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر يحول الله وجوههم إلى أقفيتهم وهم من كلب، وفيهم نزلت هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا) الآية.  
قال: والقائم يومئذ بمكة، قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيرا به، فينادي: يا أيها الناس إنا نستنصر الله، فمن أجابنا من الناس ؟ فإنا أهل بيت نبيكم محمد، ونحن أولى الناس بالله وبمحمد صلى الله عليه وآله، فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم، ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح، ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم، ومن حاجني في محمد صلى الله عليه وآله، فأنا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله، ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين، أليس الله يقول في محكم كتابه: (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِين * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيم) فأنا بقية من آدم وذخيرة من نوح، ومصطفى من إبراهيم، وصفوة من محمد صلى الله عليهم أجمعين. ألا فمن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله. فأنشد الله من سمع كلامي اليوم لما بلّغ الشّاهد منكم الغائب، وأسألكم بحق الله، وحق رسوله صلى الله عليه وآله، وبحقي، فإن لي عليكم حق القربى من رسول الله، إلا أعنتمونا ومنعتمونا ممن يظلمنا، فقد أخفنا وظلمنا، وطردنا من ديارنا وأبنائنا، وبغي علينا، ودفعنا عن حقنا، وافترى أهل الباطل علينا، فالله الله فينا، لا تخذلونا، وانصرونا ينصركم الله تعالى. قال: فيجمع الله عليه أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، ويجمعهم الله له على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف، وهي يا جابر الآية التي ذكرها الله في كتابه:(أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير) فيبايعونه بين الركن والمقام، ومعه عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله قد توارثته الأبناء عن الآباء، والقائم يا جابر رجل من ولد الحسين يصلح الله له أمره في ليلة، فما أشكل على الناس من ذلك يا جابر فلا يشكلن عليهم ولادته من رسول الله صلى الله عليه وآله، ووراثته العلماء عالما بعد عالم، فإن أشكل هذا كله عليهم، فإن الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه واسم أبيه وأمه. 




7- السّابع، قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ".[النساء:59]. 
الشّيخ الصّدوق في كتابه كمال الدّين وتمام النّعمة بسنده عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: لما أنزل الله عزّ وجل على نبيه محمّد صلى الله عليه وآله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)، قلت: يا رسول الله عرفنا الله ورسوله، فمن أولو الامر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟  
فقال عليه وآله السّلام: هم خلفائي يا جابر، وأئمة المسلمين [من بعدي] أوّلهم علي بن أبي طالب، ثمّ الحسن والحسين، ثمّ علي بن الحسين، ثمّ محمّد بن عليّ المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا لقيته فأقرئه مني السّلام، ثمّ الصادق جعفر بن محمّد، ثم موسى ابن جعفر، ثمّ عليّ بن موسى، ثم محمّد بن عليّ، ثمّ عليّ بن محمّد، ثمّ الحسن بن عليّ، ثمّ سميي وكنيي حجّة الله في أرضه، وبقيته في عباده ابن الحسن بن عليّ، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلّا من امتحن الله قلبه للايمان، قال جابر: فقلت له: يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟ فقال عليه السّلام: أي والذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجللها سحاب، يا جابر هذا من مكنون سر الله، ومخزون علمه، فاكتمه إلّا عن أهله. 

8- الثّامن، قوله تعالى: "وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا".[النساء:69]. 
الشّيخ عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسيره، قال: قال (النَّبِيِّينَ) رسول الله صلى الله عليه وآله، و(َالصِّدِّيقِينَ) عليّ عليه السّلام (وَالشُّهَدَاء) الحسن والحسين عليهما السلام، (وَالصَّالِحِينَ) الأئمّة، (وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)، القائم من آل محمّد عليهم السّلام. 

9- التّاسع، قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ".[النساء:77]. 
الشّيخ الكليني في الكافي الشّريف بسنده عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السّلام قال: والله للّذي صنعه الحسن بن عليّ عليهما السّلام كان خيرا لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس، والله لقد نزلت هذه الآية: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ) إنّما هي طاعة الامام وطلبوا القتال فلما كتب عليهم القتال مع الحسين عليه السّلام، قالوا: (رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ)، (نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ) أرادوا تأخير ذلك إلى القائم عليه السّلام. 

10- العاشر، قوله تعالى: "وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا".[النساء:159]. 
الشّيخ عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسيره بسنده عن شهر بن حوشب قال: قال لي الحجاج بأنّ آية في كتاب الله قد أعيتني، فقلت: أيّها الأمير أية آية هي؟ فقال قوله: (وان من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته) والله إنّي لآمر باليهودي والنصراني فيضرب عنقه، ثمّ أرمقه بعيني فما أراه يحرّك شفتيه حتّى يخمد، فقلت: أصلح الله الأمير ليس على ما تأوّلت، قال كيف هو؟ قلت: إنّ عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدّنيا فلا يبقى أهل ملّة يهودي ولا نصراني إلا آمن به قبل موته ويصلي خلف المهدي. قال: ويحك أنّى لك هذا ومن أين جئت به؟ فقلت: حدّثني به محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام. فقال: جئت بها والله من عين صافية.  

11- الحادي عشر، قوله تعالى: "وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ".[المائدة:14]. 
الشّيخ الكليني في الكافي الشّريف بسنده عن أبي الربيع الشامي قال: قال لي أبو عبد الله عليه السّلام: لا تشتر من السودان أحدًا، فإن كان لا بدّ فمن النوبة فإنّهم من الّذين قال الله عزّ وجل: (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ) أما إنهم سيذكرون ذلك الحظ وسيخرج مع القائم عليه السّلام منّا عصابة منهم، ولا تنكحوا من الأكراد أحدّا فإنهم جنس من الجن كُشف عنهم الغطاء. 

12- الثّاني عشر، قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ".[المائدة:54]. 
الشّيخ محمّد بن إبراهيم المعروف بابن أبي زينب النّعماني في كتاب الغيبة بسنده عن سليمان بن هارون العجلي، قال: قال أبو عبد الله عليه السّلام: إنّ صاحب هذا الأمر محفوظ له، لو ذهب النّاس جميعًا أتى الله بأصحابه وهم الذين قال الله عزّ وجل: (فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِين) وهم الذين قال الله عزّ وجل: (فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ). 


13- الثّالث عشر، قوله تعالى: "فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُون".[الأنعام:44]. 
الشّيخ محمّد بن الحسن الصّفار في بصائر الدّرجات بسنده عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام: يعني فلما تركوا ولاية عليّ عليه السّلام وقد أُمروا بها (فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ) يعني مع دولتهم في الدّنيا وما بسط إليهم فيها، وأمّا قوله: (حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُون) يعني قيام القائم عليه السّلام. 

14- الرّابع عشر، قوله تعالى: "هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُون".[الأنعام:158]. 
الشّيخ الصّدوق في كتابه كمال الدّين وتمام النّعمة بإسناده عن أبي بصير، قال: قال الصادق جعفر بن محمّد عليهما السّلام في قول الله عز وجل: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا) يعني خروج القائم المنتظر منّا، ثمّ قال عليه السّلام: يا أبا بصير، طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته، والمطيعين له في ظهوره، أولئك أولياء الله الّذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. 

15- الخامس عشر، قوله تعالى: "المص".[الأعراف:1]. 
الشّيخ العيّاشي في تفسيره بإسناده عن خيثمة الجعفي عن أبي لبيد المخزومي قال: قال أبو جعفر عليه السّلام: يا با لبيد انه يملك من ولد العباس اثنا عشر، يقتل بعد الثامن منهم أربعة فتصيب أحدهم الذبحة فتذبحه، هم فئة قصيرة أعمارهم، قليلة مدّتهم، خبيثة سيرتهم منهم الفويسق الملقّب بالهادي، والناطق والغاوي. 
يا أبا لبيد: إنّ في حروف القرآن المقطّعة لعلمًا جمًّا ، ان الله تبارك وتعالى أنزل (ألم * ذَلِكَ الْكِتَابُ)، فقام محمد صلّى الله عليه وآله حتّى ظهر نوره وثبت كلمته، وولد يوم ولد، وقد مضى من الألف السابع مأة سنة وثلاث سنين، ثمّ قال: وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطّعة إذا عددتها من غير تكرار، وليس من حروف مقطّعة حرف ينقضي أيام [الأيام] إلّا وقائم من بني هاشم عند انقضائه، ثمّ قال: الألف واحد، واللّام ثلاثون، والميم أربعون، والصّاد تسعون، فذلك مائة وإحدى وستون، ثمّ كان بدو خروج الحسين بن عليّ عليه السّلام (ألم) الله ، فلمّا بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند (المص)، ويقوم قائمنا عند انقضائها بـ(ألر) فافهم ذلك وعه واكتمه. 

16- السّادس عشر، قوله تعالى: "هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ".[الأعراف:53]. 
الشّيخ عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن الصّادق عليه السّلام: فهو من الآيات الّتي تأويلها بعد تنزيلها، قال: ذلك في القائم عليه السّلام، ويوم القيامة (يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ) أي تركوه (قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا) قال: هذا يوم القيامة (أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم) أي بطل عنهم (مَّا كَانُواْ يَفْتَرُون). 

17- السّابع عشر، قوله تعالى: "قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين".[الأعراف:128]. 
الشّيخ الكليني في الكافي الشّريف بسنده عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر عليه السّلام قال: وجدنا في كتاب عليّ عليه السّلام (إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين) أنا وأهل بيتي الّذين أورثنا الله الأرض ونحن المتّقون و لأرض كلّها لنا؛ فمن أحيا أرضًا من المسلمين فليعمّرها وليؤدّ خراجها إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل منها، فإن تركها أو أخربها وأخذها رجل من المسلمين من بعده فعمّرها وأحياها؛ فهو أحقّ بها من الّذي تركها يؤدّي خراجها إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل منها حتّى يظهر القائم من أهل بيتي بالسّيف فيحويها ويمنعها ويخرجهم منها كما حواها رسول الله صلّى الله عليه وآله، ومنعها إلّا ما كان في أيدي شيعتنا فإنّه يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الأرض في أيديهم. 

18- الثّامن عشر، قوله تعالى: "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون".[الأعراف:157]. 

الشّيخ الكليني في الكافي الشّريف بسنده عن أبي عبيدة الحذاء قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام عن الاستطاعة وقول الناس؛ فقال: وتلا هذه الآية:(وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِين * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) يا أبا عبيدة، النّاس مختلفون في إصابة القول وكلهم هالك. قال: قلت: قوله: (إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ) قال هم شيعتنا ولرحمته خلقهم وهو قوله (وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) يقول لطاعة الإمام، الرحمة الّتي يقول: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) يقول علم الإمام ووسع علمه الذي هو من علمه (كُلَّ شَيْءٍ) هم شيعتنا. 
ثمّ قال: (فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) يعني ولاية غير الإمام وطاعته، ثمّ قال: (يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ) يعني النبيّ صلّى الله عليه وآله والوصيّ والقائم يأمرهم بالمعروف إذا قام وينهاهم عن المنكر، والمنكر من أنكر فضل الإمام وجحده (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ) أخذ العلم من أهله (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ) والخبائث قول من خالف (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ) وهي الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الإمام (وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ) والأغلال ما كانوا يقولون مما لم يكونوا أٌمروا به من ترك فضل الإمام فلمّا عرفوا فضل الإمام وضع عنهم إصرهم والإصر الذنب وهي الآصار، ثم نسبهم فقال: (فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ) يعني بالإمام (وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون) يعني الذين اجتنبوا الجبت والطاغوت أن يعبدوها والجبت والطاغوت فلان وفلان وفلان والعبادة طاعة الناس لهم، ثمّ قال: (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ) ثمّ جزاهم فقال: (لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ) والإمام يبشّرهم بقيام القائم وبظهوره وبقتل أعدائهم وبالنجاة في الآخرة والورود على محمّد صلى الله على محمد وآله الصّادقين على الحوض. 

19- التّاسع عشر، قوله تعالى: "وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُون".[الأعراف:159]. 
الشّيخ العيّاشي في تفسيره بإسناده عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: إذا قام قائم آل محمد استخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرين رجلا، خمسة عشر من قوم موسى الّذين يقضون بالحقّ وبه يعدلون، وسبعة من أصحاب الكهف، ويوشع وصيّ موسى، ومؤمن آل فرعون، و سلمان الفارسي، وأبا دجانة الأنصاري، ومالك الأشتر. 

20- العشرون، قوله تعالى: "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه".[الأنفال:39]. 
الشّيخ الكليني في الكافي الشّريف بسنده عن محمّد بن مسلم قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: قول الله عزّ وجل: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه)، فقال: لم يجئ تأويل هذه الآية بعد، إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله رخّص لهم لحاجته وحاجة أصحابه، فلو قد جاء تأويلها لم يقبل منهم، لكنّهم يُقتلون حتّى يوحّد الله عز و جل و حتى لا يكون شرك. 

إقرأ المزيد ....